اخطائي ج2
هو برضو ابو ولادك ومش هيهون عليك يتبهدل
لا... إلى هنا ولم تعد تتحكم بأعصابها فتلك المتبجحة ټحرق اعصابها وتزيد من انين قلبها فهي حتى لم تراعي أن تتحدث عنه بتحفظ بل تدعوه بذلك اللقب المستفز أمامها وتصرح بحبها له وتدافع عنه فقط لتكيدها لذلك اندفعت قائلة بشراسة قتالية اكتسبتها بعد نكبتها
اتنازل عن ايه
أنا
مش فاهمة ايه البجاحة بتاعتك دي وايه العشم ده أنت فاكراني ساذجة علشان اصدق الفيلم الهندي بتاعك ده أنت واحدة مادية كل غرضك الفلوس ومصلحتك و بس...وأحب اطمنك البيه اللي انت طالعة بيه السما مبقاش يلزمني وإذا كان هيهون عليا فأنا هونت عليه وعمره ما عمل حساب ليا ولا مشاعري ولا أي حاجة عملتها علشانه... وعلشان كده مش هتراجع و احب ابلغك اني سيبهولك وبكامل إرادتي
جزت رهف على نواجذها من استفزاز الأخرى لها وقالت بشراسة وبنبرة متشفية كي تثير أعصابها مثلما فعلت معها
لا شكرا أوي لكرم جنابك أنا متنزلالك عن حقي فيه... اشربيه لوحدك أما بقى حق ولادي فأنا أخدته تالت ومتلت وسحبت كل فلوسه وسبتهولك على الحديدة
يعني ايه مش فاهمة
أجابتها هي بتشفي وبرأس شامخة بكل كبرياء وثقة
اللي فهمتيه حسن بيه طايل بتاعك مبقاش طايل و رصيده بقى صفر...
استنكرت هي
أنت بتقولي ايه مستحيل
قهقت رهف بعلو صوتها ضاربة كف على آخر ساخرة منها بأسف مصتنع
يا حرااااام يظهر أنه كان مخبي عليك ومكنش عندك علم بالموضوع...
بس اعذريه يا منار أصل باين كده انه كان عارف انك اتجوزتيه علشان طمعانة في فلوسه وتلاقيه خاف يقولك علشان متسبيهوش يا حرااام
رفض عقلها الاستيعاب وهمهمت وهي تظن انها تتلاعب بها
مش مصدقة وعلى فكرة هزارك سخيف
ثارت رماديتاها وهدرت بشراسة وبنبرة هجومية
عارفة ايه السخيف انك كنت فاكراني غبية هقف اتفرج عليه و هو بيصرف فلوسي وحق ولادي على واحدة زيك رخيصة بتبيع نفسها للي يدفع اكتر
أنا أشرف منك وقسم بالله لو الكلام ده طلع صح مش هسكت وهحاسبه انه خبى عليا
شهقت رهف بخفوت وتهكمت وهي ترسم صدمة مفتعلة على وجهها
ده حتى الست الأصيلة لازم تعيش مع جوزها على الحلوة والمره ولسة العمر قدامكم تقدري تقفي جنبه وتستحمليه علشان يقف على رجليه من تاني ويعوض خسارته.
كانت تتعمد أن تهزء منها كي ترد لها الصاع صاعين ورغم أن مجيئها من الأساس أجج جذوة النيران الكامنة ولم تنطفئ بقلبها ولكن الآن هي أفضل وتقسم أن حديثها ذلك أثلج قلبها واشعرها براحة عارمة لا مثيل لها أما عن الأخرى فكان وجهها شاحب تجز على نواجزها من شدة غيظها وحتى أنها عجزت عن مجاراتها أو التفوه بأي شيء كل ما فعلته أنها دبت الأرض بكعب حذائها وغادرت بعدما رشقت رهف بنظرة ثائرة مشټعلة استقبلتها ببسمة متشفية وبنظرة واثقة لامعة بقوة تنم عن شخصية جديدة تشكلت من جديد بفضل ذلك الساخط وبفضل كم الخذلان الذي أغدقها به في كنفه.
قالتها ميرال پبكاء مرير وبتلهف وهي تندفع لداخل الشقة بعدما فتحت لها شهد التي تنهدت وأخبرتها
في أوضته من ساعة ما جه ومخرجش منها وقافل على نفسه هو في أيه يا ميرال أنتو اتخنقتوا
أيدت ميرال برأسها ودمعاتها ټغرق وجهها وتوجهت نحو باب غرفته تطرق عليه راجية
محمد أفتح وخلينا نتكلم... متعملش فيا كده...محمد...افتح لو سمحت خليني افهمك...محمد علشان خاطر ربنا اسمعني...
كانت تتوسله من خلف الباب بنشيج قوي يقطع نياط القلب ولكنه لم يجيبها ولم يصلها رد منه شهدمنها تواسيها في حنان وهي تربت على ظهرها بتعاطف بين
بس... وحياة الغالين عندك بطلي عياط واهدي هو لما بيزعل مش بيحب يتكلم وبيفضل قافل على نفسه لغاية ما يهدى ده طبعه من صغره...
بس أنا لازم افهمه يا شهد ولازم يسمعني أنا مش عايزة اخسره يا شهد بالله عليك متخلهوش يسبني
زفرت شهدوحاولت تهدئتها من جديد وهي تجرها لردهة منزلهم المتواضعة وتجلسها على أحد الأرائك
طب اهدي يا ميرال وفهميني
حاولت تنظيم انفاسها وكبح شهقاتها المټألمة ثم أجابتها بنهنهة متقطعة
الكلب طارق قاله إن كان ليا علاقات قبله... وانا والله مفيش واحد فيهم كان زيه...أنا كنت تايهة يا شهد كنت ضايعة ومش فاهمة... محدش كان بيوجهني ويفهمني الصح من الغلط كنت بدور على الحنية وبدور على حد يعوضني عن الأهتمام اللي اتحرمت منه أنا مكنش حد جنبي كنت لوحدي وهو الوحيد اللي لملم اللي باقي مني وشكلني من جديد أنا لو سابني ھموت ...ھموت يا شهد ساعديني علشان خاطر ربنا ساعديني
كانت تتحدث بإنهيار تام وبنبرة باكية مټألمة جعلت دمعات شهد تفر تضامنا معها قائلة بنبرة مواسية
اهدي يا ميرال...اهدي علشان خاطري هو مش هيسيبك
ده هو كمان روحه فيك بس كان لازم تحكيله ليه خبيتي عليه
رفعت رأسها قائلة بعيون يكسوها الحمرة من شدة نحيبها
خۏفت اخسره وميفهمنيش...وبعدين أنا أي حاجة حصلت قبل ما اعرفه ملهاش قيمة بالنسبالي و مجاش في بالي أني اتحاسب دلوقتي على طيشي وعلى اختياراتي الغلط...مجاش في بالي أن ربنا هيعاقبني فيه ويبعده عني
هزت شهد رأسها بتفهم بعدما استشعرت مدى صدقها و طمئنتها
هيروق والله أنا عارفاه سبيه يهدى وانا هفهمه وإن شاء الله خير
كفكفت دمعاتها بظهر يدها وسألتها بترقب
بجد هتكلميه
هزت شهد رأسها وأخبرتها بتعاطف وبقلب عطوف
أنا مصدقاك ومتأكدة انك بتحبيه ومش بتكدبي عليا...هكلمه وهبقى على أتواصل معاك بس الأهم من كل ده تركزي في امتحاناتك ومتشغليش بالك
نفت برأسها واخبرتها بضعف وكأنها فقدت شغف كل شيء
مش هعرف أعمل حاجة ولا أركز وهو بعيد عني
شهد أذنها بخفة و وبختها قاصدة تحفيزها
اجمدي يا بت وبطلي دلع ده مستقبلك وعليا النعمة لو ما شوفتي حالك وركزتي لكون مسخناه بزيادة وابقي قابليني بقى لو كلمك ولا عبرك من الأساس
لأ يا شهد الله يخليك والله لو حصل ھموت من غيره...أنا هعمل كل اللي تقوليلي عليه
قالتها بصدق شديد وبعيون باكية متوسلة جعلت شهد تنهرها قائلة وهي تترك أذنها بعيون دامعة متعاطفة معها
يخربيت فقرك قطعتي قلبي اسكتي بقى إلا انا لو اتفتحت في العياط مش بتسد وانا اصلا فرفوشة يا ختي ومليش في النكد
حانت من ميرال بسمة باهتة من بين نهنهتها لتربت شهد على ظهرها وهي تتنهد داعية ان يتفهم شقيقها ويرأف بتلك المسكينة التي استشعرت مدى صدقها وتعاطفت كثيرا مع اڼهيارها بلاه.
أنت ازاي تخبي عليا انها خدت فلوسك
قالتها منار بنبرة عدائية وبتأهب ثار أعصابه وجعله يتساءل بتوجس
عرفتي منين
أجابته بغيظ
ده كل اللي يهمك...عرفت منين ...أيه مكنتش عايزني اعرف مش كده
تأفف هو بنفاذ صبر
ردي عليا وقوليلي عرفتي منين
رمقته شذرا ونتشت ذراعها من قبضته ثم أخبرته بنبرة تقطر بالحقد
من الهانم بتاعتك اللي غفلتك وضحكت عليك
زمجر غاضبا وتساءل وقاتمتيه تحتد من شدة الڠضب
شوفتيها فين
لوت جانب فمها وأخبرته ساخطة
روحتلها لغاية عندها علشان اترجاها تتنازل علشان كنت ھموت من زعلي عليك والهانم قالتلي بكل جبروت أنها خليتك على الحديدة ده غير الكلام اللي زي السم اللي قالتهولي وأنا بحاول أدافع عنك
مرر يده بخصلاته الفحمية يشعر أنه سيفقد عقله وهدرا بعدم رضا
ليه عملتي كده...ليه
أجابته بإنفعال مصرحة بتلك النوايا الغير بريئة بالمرة التي تتواري خلف فعلتها
روحت علشان بحبك وخاېفة عليك وكنت فاكرة الهانم هتغير رأيها لما اتنازل عن كرامتي و اروح اتراجها بس هي اهانتني وغلطت فيك وقالتلي أنك مبقتش تلزمها ورفضت تتنازل
جلس بأنهزام مكوب رأسه بكفوف يده لا يقوى على استيعاب هذا الكم منها بينما هي حرضته من جديد
لما سرقتك سكت ليه
أجابها بقلة حيلة
حسابنا كان مشترك ومكنتش مخونها ومفيش حاجة تدينها
نفخت أوداجها وتساءلت وهي تربع ذراعها وتهز قدمها بإنفعال
والعمل دلوقتي
زفر بقوة ومرر يده على وجهه المكفهر قائلا
مش عارف...الشركة الشغل فيها واقف والعمال في الموقع رافضين يشتغلوا ومواد البنا مرمية في الموقع ده غير أن المرحلة التانية للوحدات لو متسلمتش في معادها في شرط جزائي ملزم بيه في العقد
حانت منها بسمة هازئة محملة بسخط عظيم من حساباتها وتأملاتها التي ذهبت أدراج الرياح
منار دي ازمة وهتعدي خليك جنبي انا مبقاليش حد غيرك
زفرت هي بقوة ودست أناملها بين خصلاته بملامح جامدة وعيون محتدة من شدة غيظها وظل يدور برأسها كل الأحداث السابقة لتزيد من حقدها وسخطها لكل شيء ثم تقرر أنها لن تظل مكتوفة الأيدي بعد الآن فلابد من إيجاد حل لتلك المعضلة وفي أقرب وقت ممكن كي تعوض إهدارها للوقت.
فياترى ماذا تخبىء لك الأيام القادمة إيها الساخط على يدها! هل سترأف بك و بمصائبك وتبقى معك أم ستتركك خائب الرجاء بعدها! حسنا دعني أبشرك فإن كنت تظن أن نوائب الدهر تكاثرت عليك وأحنت ظهرك فصدقا القادم سيكون اعظم.
الخامس والعشرون
أفضل إنتقام ممن تخلى عنك أن تعيش حياتك جيدا بدونه.
جويس كارول أوتس
زفرت انفاسها بسعادة عارمة حين جلست خلف مكتبها بتلك الشركة التي تملكها صديقتها بعدما ألحت عليها بشدة أن تباشر بالعمل معها وها هي تفرد ظهرها على ذلك المقعد الدوار وتسند ذراعيها على مسانده وهي تشعر بشعور عظيم من الثقة والقوة التي حقا سلبوا منها بفضله وبفضل فترة السبات التي كانت عليها.
هاااا المكتب عجبك
انتشلها صوت صديقتها سارة التي دخلت لتوها اعتدلت بجلستها واخبرتها ببسمة واسعة
أوي أوي يا سارة المكتب يجنن
طب الحمد لله انه عجبك علشان تشتغلي بنفس كده وتطلعي المواهب المدفونة
هزت رهف رأسها وقالت بحماس أصبح جلي على وجهها
حاسة إني عندي طاقة كبيرة ومتحمسة اوي وعايزة ابدأ دلوقتي
تمام انا جهزتلك Files لمجموعة من ال على مكتبك شوفي تحبي وتبدأي بإيه! والباقي يتوزع على الزملا هتلاقي في ال Files كل المطلوب و detailsكلها فيهم عيادات و كذا
ڤلا في التجمع والشيخ زايد بمساحات مختلفة و ياريت تشدي حيلك معايا علشان اسم شركتنا مترشح لشركة مقاولات كبيرة ولو وقع اختيارهم علينا هنستلم تجهيز الوحدات السكنية ودي بجد هتبقى نقلة كبيرة للشركة وبصراحة أنا متفائلة بيك جدا
ابتسمت رهف وردت بمكاتفة
يارب خير يا سارةمتقلقيش هتلاقيني شعلة نشاط
أنا متأكده من ده يا