الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

اخطائي ج2

انت في الصفحة 8 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز

رهف أصلا أنا كان حلم حياتي من الكلية إني اشتغل معاك واتعلم منك بجد انت موهوبة جدا والشغل بيطلع من تحت ايدك تحفة مفيهوش غلطة
أطرقت اهدابها بخجل من إطرائها وقالت بخفة 
هبتدي أتغر يا سارة وصدقيني أنت اللي هتدفعي التمن
قهقهت سارة وقالت بخفة مماثلة
يا ستي اتغري براحتك وانا تحت أمرك ده انا مصدقت
ابتسمت رهفمن مجاملتها وبررت بإقتناع
على فكرة بهزر أنا كنت محتاجة الشغل جدا علشان يرجعلي ثقتي بنفسي و أسفة إني ماطلت في الرد على طلبك بس كان لازم ارتب شوية حاجات و اجيب مربيه كويسة للاولاد علشان ابقى مطمنة عليهم في غيابي أنت عارفة أن سعاد اجازتها قربت تخلص ومينفعش اعتمد عليها 
لتتنهد وتضيف بعرفان
والله ما عارفة من غيركم كنت هعمل ايه... أنت وسعاد وجوزك اللي اتولى القضية بجد مش عارفة اشكركم ازاي على وقفتكم جنبي
حانت من سارة بسمة صادقة بمحبة خالصة ثم همهمت وهي تربت على يدها المسنودة على المكتب
أحنا اخوات يا رهف ومفيش بينا فرق وبعدين أنا مبسوطة جدا أن تاني ورجعنا زي زمان
أبتسمت رهف بإمتنان لتتركها سارة تباشر عملها بينما هي كانت تشعر أن بقرارها ذلك استرجعت جزء من ذاتها التي فقدتها وفقدت شغف كل شيء معها بفضل ذلك الساخط الذي كانت دوما تبديه هو عن كل شيء يخصها.
كان ينتظر الصباح بفارغ الصبر بعدما يأس من محايلة النوم الذي جافاه فطوال الليل كان يقام بداخله حرب ضارية بين رغبة قلبه وبين تلك القيم الراسخة التي ربى عليها فحقا هي صعبت عليه الأمر كثيرا فكيف سيتقبل ذلك وهو يكاد يجن كلما هيأ له عقله أنها كانت مع شخص أخر غيره وتشاركه كل التفاصيل التي جمعته بها حقا كان حزين يشعر بالشتات لأبعد حد يود أن يمنح عقله هدنة رادعة كي يستطيع اتخاذ قرار صحيح فقد تحضر لعمله بملامح بائسة وخرج من غرفته قاصد المغادرة ولكن صوت شقيقته استوقفه حين صاحت بإسمه
حمود استنى
تنهد ونظر لها دون حديث بينما هي وربتت على كتفه قائلة
لسة بدري على شغلك استنى نفطر سوا انا حضرتلك الفطار المتين والشاي على الڼار
نفى برأسه وأجابها بعيون حزينة بائسة انهكها التفكير
مليش نفس يا شهد معلش سبيني
زفرت شهد وقالت بإصرار
أسمع انا سبتك أمبارح براحتك ومرضتش اضغط عليك لكن عليا النعمة لو ما فطرت معايا انا والبت لكون مقطعاك العمر كله
أغمض عينيه بقوة وترجاها قائلا
شهد أنا مخڼوق سبيني بالله عليك
هزت رأسها وسحبته من ذراعه هادرة بنبرة آمرة و هي تجلسه على طاولة الطعام قسرا وكأنه صغيرها
هتسمع الكلام وهتقعد تفطر أنت من أمبارح محطتش حاجة في بؤك أنا مش هستنى لما تقع من طولك
لتدس بفمه لقمة مغمسة بالجبن قائلة
كل الاكل ملوش دعوة بالزعل وبعدين ايه المشكلة يعني أنت قاهر نفسك ليه
تطلع لها وحانت منه بسمة باهتة وهو يلوك ما بفمه لتباغته هي وتدس بفمه بيضة مسلوقة دفعة واحدة قشرتها لتوها ليسعل وهو يجد صعوبة في مضغها وابتلاعها
كفاية يا شهد أيه اللي بتعمليه ده!
ربتت على ظهره بقوة كعادتها الغاشمة وفرغت له كوب ماء من الدورق الذي يعتلي المائدة وناولته إياه ليرتشف هو منه بضع رشفات ويقول متهربا
يخربيت هزار البوابين بتاعك ده كفاية شبعت...وسبيني بقى علشان متأخرش
مش هتتأخر ومش هتنزل غير وأنت فاطر الفطار التمام وحابس بالشاي كمان
كاد يعترض ولكنها أصرت بشدة مما جعله ينصاع لها بينما هي كانت تنتظر فرصة لتفاتحه بالأمر.
دخلت صغيرتها وجلست دون أن تلقي عليه تحية الصباح فقط جلست وربعت ذراعيها ونظرت له نظرات تحمل العتاب لذلك تسأل متوجسا
مالك يا مفعوصة على الصبح
مطت طمطم فمها وقالت معاتبة
زعلانة منك يا حمود ومش بكلمك علشان زعلت طنط ميرال وخلتها ټعيط وهي طيبة وانا بحبها...
أبتلع غصة بحلقه ونظر نظرة عابرة ل شهد كي تجيب بالنيابة عنه وبالفعل فعلت وقالت لصغيرتها
دي مواضيع كبار يا طمطم وعيب ندخل فيها...ويلا قومي ألبسي لبس المدرسة الأول قبل ما تفطري
دبت الصغيرة بقدمها الأرض و انصاعت لوالدتها بينما هو اسند أحد ذراعيه على الطاولة وأخذ يمسد جبهته وهو يشعر پألم رهيب يداهم رأسه ودون حديث كانت تعلم شهد ما يحتاجه لتحضر له حبة مسكنة وكوب ماء قائلة وهي تربت على كتفه
الصداع من التفكير يا قلب أختك...كفاية وارحم نفسك
زفر انفاسه دفعة واحدة وتناول من يدها كوب الماء يرتشف منه بعدما وضع الحبة داخل فمه
لتستأنف هي
أنا عارفة انك عاقل وعقلك كبير...البت بتحبك يا حمود وقطعت قلبي لما حكتلي على اللي حصل
سمعتها...
قالها بنفاذ صبر وهو يتذكر ذلك

الشعور القاټل النابع من شدة المقاومة الذي أنتابه بالأمس وهو يستمع لكل كلمة تفوهت بها.
واصلت شهد حديثها
البت بتحبك وبتقول أنها خبت عليك علشان خاڤت تخسرك
حانت منه بسمة مټألمة وأجابها بعيون تقطر بالحزن
حتى لو كانت قالتلي يا شهد أزاي كنت هتقبل ده ببساطة كده...ليمسد جبهته من جديد كي يخفف حدة الألم ويستأنف بخيبة أمل
أنا عمري ما كان ليا علاقات قبل كده...وكان نفسي البنت اللي أحبها أكون أنا أول راجل في حياتها...
ربتت شهد على ظهره و واسته
يا قلب أختك هي اعترفت أنها كانت طايشة وأنت اللي شكلتها من جديد
أنا كان عندي استعداد اتقبل أي حاجة إلا دي يا شهد انا كنت عارف أنها مستهترة قبلي ومنكرش انها اتغيرت بس مجاش في بالي أن كان واصل الاستهتار بيها لكده...صدقيني يا شهد مش سهل استوعب ده وأتخطاه بسهولة
بس أنت ملكش حق تعاتبها في اللي فات أنت ليك من وقت ما عرفتها...وبعدين انت راجل و قدرت تغيرها وهي البت من ساعتها تحت طوعك ومشوفتش عليها حاجة بالعكس دي مش بتكسرلك كلمة وطالعة بيك السما يا ولاا دي لما بتبصلك عنيها بطلع قلوب 
قالت آخر جملة وهي تنكزه بكتفه كي تشاكسه وتخرجه من الحالة التي هو عليها ولكنه لم يتأثر بل
نفى برأسه التي يسيطر عليها تلك الأفكار العرفية وقال بحمئة شديدة ودمائه الحامية تتدفق بعروقه
عارف انها بتحبني... وأنا كمان محبتش غيرها بس لمايوصل الموضوع انه يمس سمعتها والتشكيك في سلوكها يبقى من حقي يا شهد أنا راجل شرقي بسيط وعايش في مجتمع ما بيرحمش حد...
صدقيني صعب عليا انا كنت فاكر أن الفوارق الأجتماعية بينا هي العائق الوحيد بيني وبينها بس دلوقتي استوعبت أن في فوارق تانية عقلي مش هيعرف يتخطاها ولو بتحبي أخوك بلاش تفتحي الموضوع ده تاني معايا على الاقل دلوقتي
ذلك أخر ما نطق به قبل أن يغادر تاركها تنظر لآثاره بحزن وبتعاطف بين على تقاسيمها فلأول مرة ترى شقيقها على تلك الحالة فكان يتحدث بنبرة مټألمة تفيض بخيبة الأمل مما جعلها تستمع له وتكف عن الجدال وتقرر أنها ستتركه لحين يهدأ على الأخير وحينها ستحاول مرة أخرى ولكن بعدما يتغلب عليه لوعة قلبه دون مالكته فهي تعلم أن شقيقها يعشقها وسوف يتغلب على تلك القناعات بمفرده. 
أما عن صاحبة الفيروزتان التي انطفأت لمعتها من دونه فقد تحضرت لمذاكرة موادها ولكن صعب عليها الأمر فكلما ركزت نظراتها على الورق يترأى ذلك المشهد البغيض أمام عيناها ويذكرها كونها خسرته وعند تلك الفكرة تناولت هاتفها وهاتفت شهد لعلها تريح قلبها وما أن أتاها ردها قالت متلهفة
شهد كلمتيه
غاب ردها ثم أجابتها متلعثمة
هاااا...اه
شهد اتكلمي الله يخليك أنا حاسة إني بمۏت بالبطيء
أنا عيزاك تهدي شوية وتصبري كام يوم كده لغاية ما يهدى وبإذن الله خير
سألتها ميرال بضعف وبقلب مړتعب يخشى خسارته
قوليلي قالك ايه
اتاها تنهيدة شهدمن الجانب الآخر مما جعلها تتساءل من جديد متوجسة وبعيون غامت لتوها
يعني كرهني خلاص وصدق اللي اتقاله عني مش كده
لأ بس...أصل هو...
هو أيه يا شهد قولي
يوووه بقى اسمعي أنا مش هيأس وهتكلم معاه تاني بس عايزاك تجمدي وتسبيه كام يوم يهدىوأنت كمان استهدي بالله وركزي في امتحاناتك وبإذن الله خير
فرت دمعاتها وهي تجيبها بصوت مخټنق بسبب عبراتها
حاضر يا شهد بس علشان خاطري لو في جديد قوليلي وطمنيني عليه
حاضر من عيني هكلمك كل يوم و ربنا يصلح الحال
أغلقت الخط وارتمت على فراشها تبكي كمدا بسبب ما استشفته بنفسها فيبدو أن لعڼة التخلي مازالت تلاحقها. 
مش هتقوليلي ادخل يا خالتي
قالها حسن برأس منكس وهو يقف على أعتاب منزلها بعدما شجعته منار على ذلك وملئت رأسه بحديثها المسمۏم وحرضته فكان تأثيرها تأثير السحر عليه بعدما أوهمته أنها فقط من تحبه وټموت ړعبا عليه وعلى مصلحته.
تنهدت ثريا و دعته للدخول دون حفاوة كما كانت تفعل معه في سابق عهدها ليدخل هو ويجلس على مقعد قائلا
أنا عارف أنك زعلانة مني وجاي استسمحك ع
جلست ثريا بجواره ناطقة بعتاب
بعد أيه بعد اما معملتش اعتبار لحد ومشيت بدماغك
تأفف هو وقال بخزي من نفسه قبل أي شيء
بالله عليك يا خالتي متزوديش همي أنا اصلا مخڼوق وتعبان وربنا عالم بيا 
ضړبتثريا كف على آخر وأنبته
لازم تتخنق وتتعب بعد ما بعت الغالي واشتريت الرخيص بأغلى تمن يا ابن اختي
زفر بقوة ومرر يده بين خصلاته الفحمية وقال وهو مغيب متأثر بحديث الأخرى
وحتى لو غلطت مستهلش اللي حصل ولا أنها تبعني وتسبني بالسهولة دي...انا روحت اتأسفتلها واترجيتها وحاولت ادافع عن نفسي بس هي رفضت وبهدلتني ...وكأن مكفهاش انها خربت البيت و وقفت شغلي لأ كمان عايزة تسجني

تعلقت عيون ثريا به لثوان تستوعب ما تفوه به ثم قالت بفطنه
وده بقى الكلام اللي الحرباية التانية ملت بيه دماغك
أبتلع رمقه ودافع دون تفكير
منار مش حرباية دي الوحيدة اللي قلبها عليا واتنازلت و راحتلها

وحاولت تقنعها بس هي مصممة
شهقت ثريا وضړبت صدرها
يا لهوي وليها عين البجحة دي تروح لغاية عندها...صحيح يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته
منار خاېفة عليا وراحت علشان خاېفة اتحبس
التوى فمها يمنا ويسارا وڼهرته حازمة
هتفضل طول عمرك غبي و ودني يا ابن اختي كلمة توديك وكلمة تجيبك لغاية ما بقيت خايب الرجا 
سقطت كلماتها الچارحة عليه كدلو ماء بارد لينتفض قلبه حين قرع ضميره ويقول بعتاب ليس للشخص الصحيح وكأنه يترأى له صورة رهف امامه ويعاتبها
انا مش غبي...أنا ضايع ومتلخبط وحاسس أن حاجة كبيرة ومهمة اوي نقصاني لا عارف آكل ولا أشرب ولا أنام كل ما أفكر إني وصلتها أنها تكرهني للدرجة اللي تخليها عايزة تأذيني...أنا كنت مش بهون عليها ده لما كنت بكح بس كانت بتعمل مناحة وتفضل قاعدة فوق راسي معرفش جابت القسۏة دي منين وعايزة تحرمني منها بعد كل الحب و العشرة اللي بينا أنا لغاية دلوقتي مش مصدق ولا عارف هي اتغيرت كده أزاي دي بقت واحدة تانية أنا عمري ما عرفتها.
تنهدت ثريا بأسى وقالت في

انت في الصفحة 8 من 60 صفحات