روايه جديده بقلم فاطمه يوسف
وما ينفعش اتاخر اكتر من اكده .
حينما استمعت الى اجابته دقات قلبها اعلنت العصيان ونسيت كل اتفاقاتها معه وهربت الډماء من وجهها وحدثت حالها
_احقا سيتزوج ويعرف امرأة اخرى غيري !
لا لن اسمح بذلك
أحقا كان يتخذني نزوة كي يتسلى معي في اوقات فراغه وهو في غربته !
امسكت سكينتها الحادة في قبضة يدها وغرزتها في المنضدة الموضوعة أمامها بكل قوة مرددة بشراسة
كأنها نسيت انها امرأة أخيه !
وأنها وعدته أن تنساه وأن تبتعد عنه وبذاتها أرشدته ان يتزوج ويرى حاله بعيدا عنها ولكن حينما رأته انقلبت موازينها وصارت تهذي بتلك الخرافات بلا جدوى
واندلعت النيران الحاړقة في صدرها وتأججت في جميع جسدها وهي تقسم بأن القادم ڼار لا محالة فوالدتها رفضت طلاقها وحبيبها اقسم على فراقها وزوجها مستمر في بروده وحرمانها حسنا فليكن ما يكن وستقلبها ڼارا ودمارا على الجميع
فأبيهم لم يمتلك ذرة حنان واحدة لأبنائه وعند هذه النقطة تراجعت واعتبرت أيمانها لغوا وهدأت من حالها رويدا رويدا وأصبحت الآن في موقف مهزوز بين مشاعرها التي توجعها وتؤلمها بغزارة
_اتفضلوا العشا جاهز
توجهوا ناحية الطعام وجلسوا جميعا فمنذ عدة اشهر لم يجتمع زوجها معهم على طاولة طعام واحدة فهو يتناوله وحده دائما
تناولوا طعامهم بشهية مفتوحة عدا هي ثم ردد مجدي وهو يوجه حديثه الى زوجته بحديث جعلها تسعل بشده
سعلت بشدة من طلب زوجها أما عامر أحس بها منذ ان رآها وشعر بتغيرها والآن تيقن باحتراق روحها عندما طلب مجدي ذاك الطلب منه فهو لم يكن يتوقع ان يفتح ذاك الموضوع بتلك السرعة فتحدث سريعا
اموري أني هدبرها لحالي كفاية عليها مسؤولية الأولاد أني مش بفكر في الموضوع ده دلوك لما استقر واشوف أمور المكتبة اللي هفتحها .
___________________________
في مكتب المحامي ماهر البنان استدعى جميع المحامين الجدد الذي قام بتعيينهم منذ أسبوع قائلا إليهم بعملية
_من تلت ايام اديت لكل واحد فيكم ملف على انفراد وقلت له إنه ملف مهم جدا
رددوا جميعا بصوت واحد
_تمام يا فندم هنروح نجيبه حالا .
أشار اليهم بالخروج كي يأتوا بالملفات انطلق كل منهم الى مكتبه وصار كل منهم يبحث عن ملفه وهو يتابعهم عبر الكاميرات وهو يعلم جيدا من الذي ضاع منه ملفه ومن يحتفظ به وسيأتي به اليه الآن فهو ثعلب ماكر ولن يسمح بالخطأ ان يتواجد في مكتبه ولن يسمح للظروف ايا كانت أن تجعله يخسر قضية وتضيع سمعته التي عاش سنوات يبنيها
اما عنهم واقفين في مكاتبهم كل منهم يبحث عن الملف فهم لم يتوقعوا أن يسرق الملف منهم أو أن ذاك الماهر يدبر لهم اختبارا كي يرى من المستحق بوجوده في ذاك المكتب ولم يكن الا اثنان فقط اللائي وجدوا الملف ولم تكن الا رحمة ومتدرب آخر كان حريصا على اصطحاب الملف معه الى منزله دون أن يدري اذا كان اختبارا أو يعلم شيئا عن طبع ذلك الماهر ولكنه الحرص
بعد ربع ساعة بالتحديد وصلوا جميعا أمامه وضعت رحمة وذاك الآخر الملف أمامه اما الباقيين نظروا اليه متأسفين فتحدثت إحداهن نيابة عن الأخريات
_للاسف احنا كنا حاطين الملف في درج المكتب الخاص بينا وقافلين عليه وما لقيناهوش وما توقعناش ان ده اختبار من حضرتك أو إن حد يفتح درج المكتب وياخد الملفات .
بعيون ثاقبة نظر إليهم ثم تفوه قائلا بعملية
_أول يوم جيتوا المكتب اهنه عرفتكم ان مفيش حاجه اسمها احنا اسفين يا فندم دي ممنوعة في قانون ماهر البنان نهائيا والدليل على اكده الاتنين دول رجعوا لي بالملف وهما ميعرفوش اي حاجه زييكم بالظبط
فيؤسفني اقول لكم ما لكوش مكان في المكتب ده وبدون اي اعتذارات لأن ما بقبلش أعذار اتفضلوا وملكمش فرصة تانية .
اما رحمة فرح داخلها فهي تعلم كل شيء عن ذاك الثعلب المكار فنظر اليها ماهر قائلا بحنكة
_تعجبيني عرفتي تهربي من الكاميرات وتعيني الملف في مكان ما حدش يتوقعه ولحد دلوقتي ما عرفتوش يا ترى كنتي عيناه فين
وتابع حديثه وهو ينظر الى ذاك المتدرب الآخر مرددا بإشادة
_اما انت الملف مفارقش شنطتك اللي رايح وجاي بيها ودي حاجة حلوة انك ما تامنش لاي حاجة ولأي حد ونجحت في الاختبار الأول ليك مبروك وجودك وسط فريق ماهر الريان .
ابتسم الآخر لإشادته
ثم وجه ماهر انظاره كي يستمع الى جواب تلك الماكرة الصغيرة والتي لم تخرج بالملف من المكتب واستطاعت ان تخبئه بمهارة أذهلته والى الآن لم يعرف اين خبأته
أجابته رحمة بثقة
_كنت عيناه في دولاب الأرشيف اللي مليان تراب ومحدش بياجي ناحيته خالص وكنت حريصة جدا ان محدش ياخد باله والحمد لله نجحت في اكده و ياريت اكون عند حسن ظن حضرتك .
هز رأسه بإعجاب وهتف
_اه شلتيه في سلة الژبالة يعني
فعلا مكان محدش يتوقعه عجبتيني مشلتيش هم الملف تاخديه معاكي وعنتيه في مكان محدش يتوقعه
شابووو ليكي انتي أول متدربة تاجي عندي المكتب وتبقى بالمكر ده علشان اكده اعملي حسابك هتبقي مديرة المكتب بتاعي والمسؤولة عن كل الملفات والقضايا الخاصة بالمكتب
بعد شهرين لما عزه تمشي لأنها خلاص قررت مش هتشتغل تاني وطول الشهرين دول هتفضلي معاها تتدربي على شغلي وطريقتي كويس جدا تمام يا انسه .
لم تصدق ما قاله ذاك الماهر لتوه ففي لحظة وضحاها أصبحت مديرة مكتبه وظيفة لم تحلم بها ولن يستطيع حدسها ان يصدق تلك المفاجأة فهي الآن مديرة مكتب خط المحاكم بذاته
يا له من تقدم عظيم وفرصة أعطاها لها الزمن ولم تتوقعها
فأجابته بموافقه وعيناها فرحتين
_تمام يا فندم وان شاء الله اكون عند حسن ظن حضرتك وبإذن الله هتشوف مني شغل واجتهاد ينال اعجاب حضرتك .
اما عن ذاك الواقف تحدث اليه قائلا
_اما انت يعتبر نجحت في الاختبار لكن عملت المعتاد انك اخدت الملف معاك في كل مكان علشان تضمن أمانه لكن ما
فكرتش تشغل دماغك زي ما هي عملت علشان اكده اتفضل على مكتبك وهتعرف هتعمل ايه بالظبط .
ثم وجه حديثه الى رحمة
_وانتي يا انسة اتفضلي مع عزة برة هي هتعرفك كل حاجة وهتفهمك هتعملي ايه بالظبط .
غادروا المكتب اما هو عاد إلى ملف القضية الموضوع أمامه كي يدرسه بعناية وكأن شيئا لم يكن فذاك المعتاد لدى ماهر البنان .
اما هي خرجت وتوجهت الى عزة مديرة مكتبه قائلة بفرحة
_تصوري هبقى مديرة مكتب الاستاذ ماهر البنان مرة واحدة !
والله ما مصدقه حالي .
ابتسمت إليها عزة قائلة بمباركة
_مبروك يا انسه رحمة شفتي ربك عاد كنتي هتمشي في اليوم اللي جايه تختبري فيه ودلوك هتبقي مديرة المكتب وداي حاجة تعلمك ان التسرع في القرارات ما يكونش بالسهولة داي وانك ما تضيعيش الفرص من ايديكي مهما كانت العقبات وده قانون من ضمن قوانين الاستاذ ماهر اللي انا هعلمك كل حاجه عن قوانينه وباذن الله هيوبقى ليكي مستقبل باهر في المجال ده بس اهم حاجة الصبر .
كانت تستمع إلى نصائحها بآذان واعية وسجلتها جميعها في عقلها بتركيز والآن ستنطلق رحمة المهدي الى أول طريق نجاحها في مهنتها المحببة الى قلبها .
_______________________________
في منزل ماجدة وبالتحديد في الساعة الخامسة عصرا كانت تجلس هي وبناتها كل منهم تتصفح هاتفها فوضعت ماجدة هاتفها على المنضدة ووجهت أنظارها إلى مكة مرددة
_ عاملة ايه في مذاكرتك يامكة هتقفلى السنة داي وتجيبي الامتياز ولا هتفضلي متابعة شغل السوشيال ميديا بتاعك ده اللى ممنوش فائدة ولا مصلحة.
قبل أن تجيب تدخلت سكون هاتفة باندهاش
_ اسكتي ياماما إنتي متعرفيش عملت ايه دي كانت رايحة سلم المجد والشهرة بطيارة لكن بتك وش فقر .
نظرت إليها مكة بسخط وهي تضع يدها على فمها كإشارة تحذيرية لها أن تصمت فهي علمت عن ماذا تقصد رأت ماجدة طريقة مكة فأردفت بتحذير
_ والله ! ياترى عملتي ايه عاد ومش عايزاني أدرى بيه وبتكتميه يابت بطني ماني عارفاكي وش فقر زي ماهي قالت .
أشاحت سكون برأسها لمكة باعتراض ثم تحدثت باستفاضة
_ البرنسيسة عملت حوار مع نجم كبير ومرضيتش تنشره على صفحتها واللى كان هيجيب لها ملايين المتابعين وقال ايه حرام ومش عايزاهم واصل .
مطت ماجدة شفتيها بامتعاض واردفت بسخرية
_ خليكي معقدة ودماغك ناشفة وهتفضلي طول عمرك إكده امبارح عنديكي زي النهاردة وبكرة ماهتتقدميش .
كانت مكة تتصفح هاتفها ولم تستمع إلى حرف واحد من حديث والدتها المعتاد عن تدينها ورؤيتها الدائمة بأنها متمسكة بشدة
وأثناء حديثهم استمعوا الى جرس الباب قامت مكة كعادتها إلى غرفتها ترتدي نقابها عند وصول ضيف أما سكون قامت بفتح الباب ونظرت بدهشة إلى الضيفة الآتية وشكلها غير مألوف ويبدوا عليها الإرهاق
فتحدثت الضيفة بابتسامة هادئة
_ السلام عليكم انا الإعلامية هند كامل وجاية هنا للأستاذة مكة عايزاها في موضوع شغل هي موجودة ولا لا
رحبت بها سكون بعلامات وجه يبدوا عليها الاندهاش ثم أفسحت لها المجال أن تدلف
_ أهلا وسهلا بحضرتك اتفضلي هي موجودة .
دخلت الإعلامية منزلهم وهي تنظر إليه تتفحصه بعناية ثم أدخلتها سكون حجرة الصالون ونادت على والدتها
أتت ماجدة إليهم وتحدثت وهي تنظر إلى الضيفة نفس نظرات سكون مرددة
_ أهلا وسهلا مين حضرتك
أجابتها سكون تلك المرة
_ دي الإعلامية هند كامل وبتقول إنها عايزة الأستاذة مكة في شغل .
رفعت ماجدة حاجبها باندهاش مرددة بتلقائية مغلفة بالذهول
_ شغل وأستاذة مكة في جملة واحدة ! إنتي متوكدة من انك جاية المكان
الصح ياأستاذة
اندهشت تلك الهند من ذهولهم الغير مفهوم مما جعلها تشعر أنها أتت مكانا خاطئا ثم سألتهم مرة أخرى
_ إزاي يعني ده مش بيت أستاذة مكة الجندي الطالبة بكلية الصحافة والإعلام
أجابتها سكون وهي تنظر إلى والدتها بأعين محذرة
_ أه ياحبيبتي هو ثواني هندهالك تحبي تشربي ايه
رفضت