الجزء الثالث نزيلة المصحه
وها هي تهجم عليه هجوما ضاريا لم يستطع هو أو أبيه صدة!
واخذ ثلاثتهم يضحكون في سعادة ومرح لأول مرة.
وكم تمنت سمر دوام هذا الحال عليهم.
ولكنها تعلم جيدا ان دوام الحال من المحال.
وخاصة وهي تري حسام ينهض من الفراش وينشق عنهم تاركا لهم الفراش ليعودا الي وحدتهم بدونه.
اما حسام فذهب لأخذ حماما دافئا وهو يشعر بإرتياح عجيب اليوم! ولا يعلم سببه وأخذ يتسائل
وخاصة وانها المرة الاولي التي يفتح فيها قلبه لأحد ويسمح له أن يعرف عنه هذا القدر من المعلومات التي لا يعلمها احدا سواه هو وأمه.
أم بسبب ماحدث بالأمس بينه وبين تلك السمراء الهادئه كنسمات الصباح!
انهي حمامه ووقف أمام المرآه وأخذ ينظر الي انعكاسة. ثم بدأ يتلمس ندبته. وأغمض عيناه وهو يتذكر ملمس اصابعها الناعمه عليها بالأمس وتعجبه من فعلتها! واكتشافه تقبلها الكامل للندبة
وهو من كان يتعمد كشفها امامها هي بالذات كي يجعلها سببا آخر لنفورها منه فوق كل الاسباب التي يعطيها لها.
وأن من كان يفعل المستحيل ليقربها منه كانت طوال الوقت أكثرهم عنه بعدا.
ولا يعلم لما شعر اليوم بأن بعض الغيوم بدأت تنقشع من امام عينيه وبدأت الرؤيه تتضح وينتبه الى بعض الامور التي كان غافل عنها.
انهي حمامه وخرج امامها وهو عار الصدر كعادته.
فقرر أن يعطيها عناقا صباحيا فلا ضرر من ذلك.
وطلب من قاسم النزول الي جدته وانتظارهم بالاسفل.
هذا أو أن حسام قد وقع تحت تأسير تعويذة بالمحبة ألقيت عليه عن طريق الخطأ فجعلته يتقبلها اخيرا!
فليس هذا وقت التساؤلات أو إستنتاج الاجابات.
وعليها أن تدرك انها الآن بين يديه وهو بالقرب الذي يجعلها تتنفس أنفاسه وهذا هو الأهم.
ويجب أن تستمتع بقربه قدر المستطاع فقد لا تتكرر هذة اللحظات المسروقه من الزمن مرة أخري.
اما سعاد.. فحينما اخبرها حفيدها بأن ابيه طلب منه ان ينتظرة بجوارها
وبالتأكيد فضل هذا عائدا ألي إنقشاع الغمامه التي تسمي ود من أمام عينيه. ولهذا بدأ يبصر الدنيا...
ويدرك أن بها بشړ سواها.
ويال سعادتها واستغرابها وقاسم يقص لها كيف كانت أمه تفترش صدر حسام اليوم كوسادة!.
وقهقهت حين وصف قاسم أمه بأنها قليلة حياء لأنها اقتربت من ابيه بهذا القدر.
فقررت سعاد الا تجعل قاسم يقتحم خلوة ابيه وأمه بعد اليوم.
فيبدوا أن وقت البعد قد ولى وآن أوان القرب...وتبدأت تتفائل وترى ب
أن القادم أجمل بأذن الله.
أنهت سعاد تحضير طعام الإفطار. وهاهي ترى اعزائها يهبطون درجات السلم.
وكان حسام بالمقدمة وسمر خلفه مباشرة.
وهاهي جيوش الفرحة تغذوا قلب سعاد غزوا وهي ترى الإرتياح الواضح علي ملامح ابنها.
وقد تجلى هذا الارتياح مليا بسبب الإبتسامة الخفيفه التي رسمت على محياه.
وأيضا بسبب السعادة البالغه التي كانت تشع من اعين سمر.
فدعت سعاد الله في هذة اللحظه
أن يديم عليهم السعادة والارتياح وأن يبعد عنهم كل مايعكر صفوهم.
تكلم حسام بنبرة مرحه وهو يقترب من أمه
ياصباح الياسمين علي عيون ست الحلوين حبيبة قلبي.
قالها وامسك يديها يقبلهم.
فأردفت هي ردا عليه
ياصباح الرضى علي عيونك ياحبيب قلبي.
ثم نظرت الي سمر وأكملت.. ياصباح الورد عليكي يامرات ابني الجميله.
فتبسمت سمر من هذا الوصف وردت علي سعاد وقد اخفضت عيناها ارضا من شدة حيائها من سعاد فنظراتها المتفحصة لها تخبرها بأنها تعلم كل ماحدث بينها وبين حسام.
وردت عليها الصباح بنبرة خجوله وقد بدت كعروس اليوم هو يوم صباحيتها
صباح الفل ياماما اخبار صحتك ايه النهاردة
فأجابتها سعاد
النهاردة انا فأحسن صحة وبقيت اسعد وحده في العالم.. يلا بقي ياحبايبي عشان تفطروا.
فتقدم الاثنان من طاولة الطعام وشرعا في تناول الأفطار
ولأول مرة اليوم سمر تكون طرفا ثالثا في المحادثه الصباحية وتتحدث معهم ويعقب حسام علي كلامها!.
فأكلت اليوم ملئ بطنها وقد شعرت بأن اليوم مختلف كإختلاف ليلة الأمس وأصبحت ترى الدنيا باللون الوردى بعد أن كانت باللون الأسود القاتم.
أنهي حسام إفطارة وحمل قاسم وخرج الي الحديقة يتفقدها ويري أيا من براعم زهوره قد تفتحت وايهم لم تفعل.
وكم فرح وهو يري شجرة ورد الاوركيدا وقد تفتحت اليوم أولي براعمها.
فتبسم وهو يقترب منها ويتلمسها بعدم تصديق فقد أخلفت ظنه
واثبتت له انها اقوي مما كان يعتقد بعد أن أقسم لنفسه بأنها ستفارق الحياة إثر ضعفها الشديد وإصفرار اوراقها.
ولكن مع عنايته ومراعاته لها اعطتها من القوة والإرادة ماجعلها تتمسك بالحياة لاجل أن ترد له اعتنائة بها بزهرة جميله تفتحت اليوم من أجله هو فقط.
وكأنها تكافئة علي كل الحب والإهتمام الذى اعطاه لها.
اقتربت منه سمرائه الهادئه بحقيبته التي أمرها بأن تجلبها وتاتي خلفه فور انتهائها من لم اطباق السفرة.
فمد هو لها يده بقاسم وحدثت عملية تبادل ليحمل كل منهم من سيرافقة لباقي يومه.
قبل حسام قاسم فوق وجنتيه مودعا ونظر لها نظرة اخيره وهو يتامل الإبتسامه التي لا تفارق وجهها ابدا ثم تحرك مبتعدا فاردفت هي
مع السلامه ياحسام ربنا يحفظك من كل شړ ويرجعك لينا بألف سلامة.
انهت جملتها ليتوقف حسام علي إثرها عن المشي وقد رأي انه يجب أن يرد علي عبارتها الجميلة ردا مناسبا.
ولأنه لم يتعود علي الرد عليها بالكلام المباشر...
قرر ان يرد عليها هذة المرة ايضا بالطريقة المعتادة.
ولكنه رأي أن الرد حتي وإن لم يكن مماثلا فيجب أن يكون مناسبا على الاقل.
فعاد ادراجه حيث كان يقف ونظر اليها لبرهة بنظرة جعلتها تتوتر.
فلم تعتد أن ينظر اليها بهذة الطريقة أو أن تنظر هي الي عينيه تحت ضوء الشمس بهذا القرب وترى ماتراه الآن
فقد كانت صورتها هى وإبنه منعكسة داخل مقلتيه ومن خلفهم الازهار المتفتحه
وقدا بدا المنظر جميلا كلوحة رسمت بيد أمهر فنان!
أما هو فإنحني بجسدة ليقطف باكورة اوركيدته وقربها الي أنفه واستنشق من عبيرها ثم مد بها يده لإبنه وهو ينظر في عينيها مباشرة ويردف موجها كلاماته لقاسم
خد دي ياقاسم اديها لماما وقولها بابا بيقولك تسلميلي.
قالها ثم تحرك فور أن مد قاسم يده